أنا واحدة من الناس دى اللى واقفين على باب عمارتهم. مش عايزة أكون من حزب الكنبة وأقف أتفرج على ناس بتموت...وفى نفس الوقت ماعنديش الجرأة إنى أكسر كل القواعد والخوف اللى جوايا وانزل أثور مع الثوار فى وسط أزمتهم.
يمكن أوقات كتير بشك فى الثوار وأقول: ما هو أكيد اللى بيعملوه ده غلط وبيضر بمصلحة البلد. بس بعد كل شك بصحا وأفوق على حدث فى البلد يوضحلى قد إيه هما صح. بشوف بعينى ناس كانت بتثور من سنين على نظام قائم بكل جبروته من غير ما يخافوا أو يشتكوا. كل همهم كان إنهم يشوفوا أمل فى بكرة.
وأنا على باب العمارة، شوفت الناس اللى بتضحى بنفسها علشان يعيشوا احرار وشوفت حزب الكنبة بيهاجم ويتهمهم من غير ما ينزل ويشوف بعينه. وأنا على باب العمارة فكرت وشوفت مين ممكن يكون صح ومين ممكن يكون غلط.
فكرت مين اللى ظالم فى الأحداث دى؟ شرطة وجيش بيقتلوا ويضيعوا مستقبل شباب علشان يفضوا اعتصام من 60 شخص؟ ولا شباب نزل يوقف مهزلة العنف اللى بيستخدم من غير سبب؟
فكرت ليه الشرطة طالما عندها القوة والتنظيم القوى ده مش بتأمن ليا طريقى للبيت كل يوم بدل ما بكون مروحة وأنا خايفة حد يطلع عليا يسرق منى العربية؟
فكرت ليه الاف الشباب بيتحاكموا محاكمات عسكرية فى حين ان مبارك وعصابته بيتحاكموا محاكمات مدنية بطيئة وسخيفة ومملة؟
فكرت ليه البلد حالها مش راضى يمشى بسبب المجلس العسكري اللى بيماطل فى تسليم السلطة.
أفكار كتيرة دارت فى بالى وخلتنى ولا أنا عارفة أرجع على الكنبة ولا أنا عارفة اطلع بره باب العمارة. بس اللى عارفاه إنى اتحركت من مكانى ومسيرى هاخد الخطوة الصح فى يوم من الأيام.
